جلست إيمان فى شرفة المنزل الانيق فى الطابق الثانى
ممسكة بكتابها الذى يحمل بالخط العريض على الغلاف
" تاريخ الاسلام "
ويبدوا انها قد قاربت على الانتهاء منه .. ففتحت حيث وقفت
فى المره السابقه .. وجلست على مقعد وثير فى احد جوانب الشرفه
فرأت اخيها الطفل الصغير يلهو فى حديقة المنزل الصغيره نسبيا فنظر اليها
وتبسم ابتسامه عذبه مع إشاره مرحه من يديه الرقيقه .
فبادلته نفس الابتسامه بهدوء .. و .. حب
..ثم عادت الى كتابها الذى شارف على الانتهاء
..ومر الوقت .. و ... أغلقت الكتاب
... ووضعته على المنضده الصغيره امامها .
. ونظرت اليه نظره شبه شارده ..
.
واستندت بظهرها على المقعد ...
و ..تنهدت تنهيده حاره بطيئه .
.
. وترقرقت الدمعه فى عينيها ... وانطلق عقلها بعيداااا .. بعيييدااا
...
فغمغمت بصوت لا يكان يُفهم :هل ما قرأت توا ..
هو تاريخ امتنا ... تاريخ اسلامنا ..؟؟!!
ان كان نعم .. فماااذاااا حدث ... سكتت قليلا ثم
قالت بصوت عالى نسبيا ... مااااذااااا ..!!!!؟؟
و ... التفتت الى داخل غرفتها ... ويبدوا ان عيناها تبحث عن شىء ما
وعندما وجدته هرولت اليه .. كان قلما ملقى على مكتبها الصغير الانيق
وتحته بضعة اوراق ... فأخذتهم ..وعادت الى شرفتها .. وسط نسيم
الهواء العليل ..وتحرك القلم ... تحرك لعله يعبر ,,
او ينجح فى اخراج الاف المشاعر من قلبها ووجدانها ... بل من كيانها
.. كتب القلم ..؛؛
----------
ضاعَ .. ماتَ .. قُتِل .. ذُبحَ .. إنهار
!!ضاعَ .. حق وأُغتصب فى وضـــــح النهار
!!مات .. حُلم متأثرا بجراحه من ضعف وانكسار
.قُتِلَ .. الامس الجميل على اعتاب الجحيم والنار
ذُبِحَ .. شعاع النور فســــالت الدمـــــاء انهار
..
.ضعُفَت ..إخضرت .. مأتم .. جراح .. دواء
...
!! ضَعُفَت .. خير الامم وتهاوت الهمم فى فجوه من هواء
!!وإخضرت .. فيما مضى على ايدى رجالٌ الجُدُبُ والبيداء
ومأتم .. كبير كبيرللاخـــــــــلاق فحقـــــا وجب العــــــزاء
وإن الجراح .. إذا اُضيف لها جُرحا فنفس الآهات والعواء
ودواء .. فى ايدينا " نور للحق يهدينا " ولكن القلوب عمياء
-------------
..
.
توقفت لحظه ... والصمت يخيم على المكان .. صمت رهيب .. مهيب
فبات صوت نسمات الهواء وهى تداعب استار شرفتها واضحا
ليضيف رهبة الى المكان ... فقالت بصوت خاشع .
حقا .." أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ
بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) "
سورة الحج
نعم .. تعمى القلوب .. وشردت ببصرها قليلا لتعود لقلمها .. وأوراقها ,, لِتكمل ..؛
-------------
زادت الظُلمه فَعُدِمَ المنظر فــــلا فـــرق بين شرقيا وغربيا
ذبح . قتل . فاعترضنا صامتين وصراخهم هناك شيخا وصبيا
يهودٌ يهود . ويهودا اشد اصلهم اصـــــــلا عــــــربيا ..!!!!!؟
هوانٌ هوان . مُحزن . مُخيف ومنا من ؟ متخلفا وإرهابيا
خوفٌ .. مذله .. ذهب الرجــــــــال .. ذهب الشباب الابيا
----------
..
.
توقفت عن الكتابه ... وهناك دموع .. كامنه هناك فى مُقلتيها .. تنتظر
اللحظه المناسبه .. كى تفر وتخرج من معقلها ... وتنطلق على الخدين
ولكنها نظرت الى اخيها الصغير .. بالعيون الدامعه
ولكن رأته ... وتشبثت بالامل ... كل الامل .. وأكملت .
.. وواصل القلم رحلته .. فـ كتب .
------------
قد يرى الناس القمر من بين الغيوم قمـــرا فِضيا
.ولكن أنا من كثرة الامل فى عينى رأيت القمر ذهبيا
-----------
..
توقفت فنظرت الى اخيها مرة اخرى فزاد تكالب الدموع
على عينيها ... فزاد الامل فكتبت مره اخرى وكأنها تريد
ان يقرأ كلامها هذا كل الوجود
فكتبت بلغه اخرى .. لغه انجليزيه مُعيدة البيتين الاخيرين ..فكتبت
.. ودموعها تتساقت بغزاره .. لتختلط بحبر القلم ... فى
مزيج عجيب .. فقالت بنفس سرعة قلمها وهى تكتب :
----------
Beople may see the moon amongthe clouds as A silver
But becouse of the hope i saw the moon as agold
-----------------
وطوت الورقه ... وظهرت من بعيد ... ابتسامه مخنوقه تحاصرها
الالام ... فحاربت بإستماته ,,, كى تظهر ..على شفتاها ... ولكنها أجلتها
,,, لـ ... يوم النصر
--------